للأسف الشديد رفع الأصبع لم يقف فقط على صورة كاليكاتورية لا بل تخطّى الصورة ليتناول رئيس حزب القوات اللبنانية وعناصره، المسيحين والمسلمين، تخطى المعاير ليقرعون باب قوى ١٤ آذار متهمين عناصرها ب" الأسلاموفوبيا" والتطرف المسيحي الرافض للشراكة مع الشريك المسلم.
البعض لا يعلم ما هو مفهوم قوى ١٤ آذار وما هي أهدافها ومن هم مؤسسيها ومتى تأسست، والبعض الأخر لا يعلم ما هي ذكرى ١٤ آذار وما هي ثورة الأرز.. هذين البعضين هم بالطبع أصحاب الجهل والفقر الثقافي السياسي والإجتماعي.. هم بالطبع الفريق الأخر الداعم للنظام الأسدي السوري والحامل للسلاح غير الشرعي في جيبه.
كيف لي أن أبدأ في الكلام وهم غير عارفين لمعنى الكلمة، كيف لي أن أقدّم تصريح ردّ لبياناتهم المليئة بالإفتراء والكذب والقدح والذم وهم غير قادرين على الإستيعاب، كيف أسمح لنفسي بمجادلة الجاهل على تصرفاته وهو جاهل.. نعم سأعتذر من نفسي للردّ على جماعاتٍ أتحفتنا ببيانات اعتقدوا فيها أنهم محقّين لأثبت لهم العكس تماماً وجعل قلمهم ينزف دماً.
قوى ١٤ آذار ما زال قائمة ومستمرّة ومتماسكة كما كانت، وذكرى ١٤ آذار هي مناسبة تأسيسية لتيار وطني جامع وعابر للطوائف، قدم للبنان إنجازات عديدة كخروج الجيش السوري منه. قوى ١٤ آذار متعددة الألوان والأديان والأراء والأفكار، مشروعها ليس أبداً أبداً "الأسلاموفوبيا"، بل مشروعها الوحيد هو "لبنان أولاً، لبنان الوحدة والإستقرار، لبنان الأمن والكرامة، لبنان الإحترام والمساواة". أما ثورة الأرز تسعى دائماً ومستمرة لتحقيق مساهمة حقيقية ترسّخ شراكة المسيحيين مع المسلمين في وطن واحد، وتواصلهم البنّاء مع محيطهم من دون خوف وذمية، وهو عمل مستمر لبلوغ قانون انتخاب ومناصب ومكتسبات وشراكة حقيقية تنهي مرحلة الظلم التي ارساها احتلال النظام آل الاسد وأعوانهم للبنان طوال الحقبة الماضية.
أمّا مصلحة طلاب القوات اللبنانية التي تعمل اليوم وفقاً لتطلعات قيادة الحزب، تؤكد على التمسك بجميع مبادئ ثورة الأرز ونهجها الوطني، وعملها الدائم لبلورة خارطة طريق تمكنهم من بناء دولة السيادة والحرية والاستقلال التي تنادي بها هذه الثورة. ويؤكد طلاب القوات اللبنانية انفتاحهم واحترامهم لرفاقنا المسلمين بالأخص في تيار المستقبل، وعملهم المتواصل من أجل أجراء قراءة موضوعية للمراحل السابقة بكل انجازاتها واخفاقاتها، والتحضير للاستحقاقات المقبلة وفق رؤية واحدة.
أخيراً وكالعادة لن نتوقف عند أحرف الجاهل، لا بل سنكون كما كنا وكما سنبقى غير ساكتين أمام كلمة الحق، مناضلين في مسيرتنا، رافعين راية الصدق والحقّ في وجه كلّ من يحاول تشويه صورتنا.
سنبقى وفيّين للعهد، صابرين وصادقين للوعد، لبناء دولة السيادة والحرية والاستقلال التي تنادي بها ثورة الأرز.