تشارك المرأة اللبنانية الرجل على أبواب الالفية الثالثة بمختلف ميادين العمل، هذه المشاركة وحريتها بإختيار مستقبلها المهني والعائلي جاءت نتيجة نضال وجهود مؤسسات المجتمع المدني، وجمعيات أهلية، ومواطنين لتتمكن المرأة اللبنانية من تكوين صورة نموذجية ومميزة عن مثيلاتها في البلدان العربية رغم تشابه الأجواء الاجتماعية والعادات.
ماهو وضع المرأة في المجتمع اللبناني اليوم؟ وما هي التحديات التي تواجهها والحقوق التي تسعى إلى تحقيقها؟ وهل فعلا مازالت المرأة سجينة أطر اجتماعية وصور نمطية تنشرها وسائل الاعلام ولماذا كلما تحدثنا عن حقوق المرأة يرد الرجل، "والله نحنا لي صار بدنا حقوق" وكأن حصول المرأة على حق من حقوقها ينتقص من حقوق الرجل او يكون على حسابه.
إن تعليم المرأة وعملها لا يكفيان لتحقيق نقلة نهائية في وضعها، وإن كان الاستقلال الاقتصادي يساهم في تحرير المرأة، ولكنه وحده لا يكفي، إذ إن الثقافة المجتمعية السائدة هي التي تحدد موقع المرأة، يتراءى لكثيرين أنّ المرأة اللبنانية تتمتع بقدر كبير من الحرية والمساواة، بالمقارنة مع المرأة العربية، لكن واقعاًمريراً يعوق اللبنانيات على رغم تسجيلهن لبعض الإنجازات في مسيرتهن النضالية لنيل حقوقهن. تعمل المرأة إجمالاَ في قطاعي الخدمات والتجارة، إلا أنها لا تتصدر المهن المصنفة كوادر عليا بل تقوم إجمالاَ بالمهن الادارية والاختصاصية". وجاء في أحدى الدراسة أن "المرأة تصنف إجمالاَ باعتبارها موظفة أكثر من كونها ربة عمل أو عاملة لحسابها الخاص. وقد لفتت هذه الدراسة إلى أن "فجوة الدخل بين المرأة والرجل تكبر في بعض قطاعات النشاط الاقتصادي وهي تصل أحياناً إلى 38 في المئة في قطاع النقل والاتصالات.
على الرغم من أنّ لبنان أول بلد عربي يعطي المرأة الحق الترشح والتصويت عام 1957. لم تستطع المرأة اللبنانية التي تشكل %56 من الشعب اللبناني، إلا في حالات نادرة وكوريثة لزوج أو أب أو أخ، أن تجد موقعاً لها في نادي السياسة اللبنانية من دون أن تستطيع بناء شخصية سياسية أو قيادية مستقلة.
تتعرّض المرأة العاملة إلى ضغوط شبيهة بالضغوط التي يتعرّض لها الرجل في العمل، ويضاف إليها التمييز الجندري الذي تتعرّض له لكونها امرأة. ومن مفاعيله، كما لا يخفى، التحرّش الجنسي بها. فيبدو العمل، بذلك، تذكيراً غير مرحّب به، بالتمييز الجندري. تلك نتيجة "منطقية". لكن تفحّص الواقع يبيّن صورة مغايرة. فالدراسات المنهجية تشير، على الدوام، إلى أن المرأة العاملة تتمتّع بصحة نفسية أفضل، وتشكو من عوارض كآبة أقلّ، وتصرّح أنها تتعرّض لضغوط أقلّ.
تتحمّل المرأة العاملة، بالتأكيد، عبء العمل المزدوج. لكن عملَها "الخارج منزلي" أكّد أهمية عمل ربة البيت "غير العاملة" تسمية.... و"العاملة"، فعلاً. ما نقوله أصبح، وإن بخجل، من الخطاب النسوي عندنا.
ختاماً، "ان دور الرجل حيال المرأة وتقدمها هو بالاجمال غير مساند، ارى ان الرجل لم يزل غير متأقلم مع العصر بل يفضل الاستكانة الى دور المرأة التقليدي القديم كأم حيث ان هذا الدور ربما يريحه أكثر. الرجل في معظم الاحيان لا يفهم رغبة المرأة بالانجاز لكنه في النهاية يجب ان يدرك ان نجاحه وحده لا يكفي ومن الضروري ان ينجحا معا كثنائي لا ان ينجح احدهما ويصبح الثاني ملحقا به".