أنا ملتزم
الموقف JAN 19, 2015
الالتزام ليس كلمة عادية وعابرة يتعهد بها كل انسان بل هي كلمة ذات معنى واسع وعميق وترتب مسؤولية كبيرة على صاحبها. فمن يلتزم بالشيء هو الذي يتعهد امام نفسه وامام المجتمع ككل باحترام العهد والوفاء به!

في العام ١٩٧٦ أسس الرئيس الشهيد بشير جميّل القوات اللبنانية ليكون درع المقاومة اللبنانية العسكري، فخاض الحزب معارك كثيرة من أهمها حرب المئة يوم في الأشرفية بتاريخ ١ تموز ١٩٧٨ وحرب زحلة بتاريخ ٢٢ كانون الاول ١٩٨٠، وصدّت كل محاولات النظام السوري بالسيطرة على تلك المناطق وألحقت به خسائر بشرية ومادية كبيرة.

استمر الحزب بعدها بالدفاع عن لبنان الـ١٠٤٥٢ ولم يسمح في أن تمر طريق فلسطين بجونية ولا أن يصبح لبنان جزء من الاراضي السورية.
استمرّت المقاومة العسكرية للحزب مع الدكتور سمير جعجع بعد استشهاد الرئيس الجميل، الذي بدوره حمل الشعلة وانتفض بوجه كل العابثين بلبنان ولم يسعَ فقط بمحاربة الطامعين عسكرياً بل حاربهم سياسياً واقتصاديا. واستطاعت القوات حينها التأسيس لبناء وطن ودولة حقيقية، ففي عهد الحكيم تحولت المنطقة الشرقية بين عامي ال ٨٧ و٨٩  الى دولة ينعم أبناؤها بالأمن والسلام.. نشطت السياحة والنقل المشترك، ووزّعت المنح والكتب واللوازم المدرسية..

كانت طريق القوات ممتلئة بالعوائق التي كان يضعها النظام السوري ليردعهم عن القيام بواجباتهم تجاه لبنان وبتحويله الى دولة سيدة حرّة مستقلة.

سلّم الحزب السلاح بعد اتفاق الطائف وانكب على العمل السياسي فكان من الواضح انزعاج النظام من شراسة الحزب وقائده بالتمسك بسيادة لبنان في السلم كما في الحرب فبدأت تفبرك الملفات لإبعاد سمير جعجع عن الساحة السياسية وتهميش دور القوات اللبنانية من خلال حل الحزب بعد كل الاتهامات الملفقة التي وجهت اليها.

ولكن كما دائماً لم يدرك المتآمرون على لبنان بأن شعب ناضل واستشهد ابناؤه في زمن الحرب لن يرضخ لكل التهديدات وجميع انواع التعذيب في زمن السلم.
خرج قائد القوات اللبنانية من السجن شامخاً مرفوع الرأس غير راضخ لكل الضغوطات والتهديدات، خرج وهو على ملء الثقة بقدرة ان استمرار الحزب على النهج ذاته من تاريخ تأسيسه حتى اليوم سيوصل لبنان الى برّ الأمان وسيحقق الانتصار تلو الاخر، فمنذ خروجه وقف بوجه كل المخططات وكان المدافع الاول عن الشرعية والدستور. لم تردعه جميع التهديدات ومحاولة الاغتيال من الالتزام بالقضية والمحافظة عليها، لم يقبل بمراكز في حكومة كان على يقين بأنها لن تؤثر بشكل إيجابي على الوضع الداخلي فالمناصب كانت دائماً بالنسبة للقوات اللبنانية غير مهمة، الا اذا كان اعتلاؤها يفيد القضية التي لطالما سعى الى تحقيقها، فكان ترشيح الهيئة العامة لرئيس الحزب الى رئاسة الجمهورية ليس سوى خطوة تساعد الحزب على تحقيق قضيته وتتويج نضالاته، فكان البرنامج الانتخابي واضح وغير قابل للالتباس.

القوات اللبنانية برهنت في كل المراحل، عسكرية كانت ام سياسية، الحفاظ على العهد والوفاء له. وبقيت القوات الحزب الوحيد الذي التزم  بكل ما وعد به وناضل من اجله، لذا يستحق منّا الالتزام به كما كان هو دائماً عنوان للالتزام.

حزبٌ استشهد الآلاف من شبابه من اجل القضية التي التزم بتحقيقها والذي سعى دائماً بعد عودته الى الساحة السياسية باستكمال كل ما بدأ به من اجل بناء دولة قويّة تعتمد على نفسها ويكون لها قرارها المستقل، يستحق من كل لبناني حرّ ان يلتزم به كما كان هو دائماً ملتزماً بقضيتنا، قضية لبنان ال ١٠٤٥٢.
الموقف JAN 19, 2015
إستطلاع
مجلة آفاق الشباب
عدد استثنائي
إقرأ المزيد