استقالت الحكومة فزال الهمّ، واستفاقت الفتنة فزاد الهمّ.
"الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها". هكذا قال النائب "كبّارة" في حديث له يوم 22-3-2013.
عن أيّة فتنة نتكلم، وفي أي ثُبات نحلم.
هي الشرّ الأسودبحد ذاته، هي الحقد الأعمى الذي محى بصائرنا وأباد ضمائرنا، وجعل من لبنان هدفاً سهلاً لتحقيق مآرب الدول وأطماع الطغاة.
من أيقظ الفتنة؟!! أوكد لك يا سعادة النائب، أننا لم نشارك يوماً كجيلٍ جديدٍ في صنع القرار، هذا إن كان القرار محلياً وليس معلّباً أو مرسلاً. نحن من استفقنا مذ رأت أعيُنُنا النورعلى فتنة مسيحية – أسلامية، على ثروات تُهدَر ووطن يُدمَّر. ونحن أيضاً من جلسنا على مقاعد الجامعات وفي المجالس إسلاماً ومسيحيين، دون أن نبالي بالدّين أو بالمعتقد.
لقد جعلتنا الفتنة ضحايا نتائجها التي لم تنتهِ بعد، نعم نامت وهناك من أيقظها، رغم أن ما كان يجب، إلاّ أن تموت لا أن تنام وكان يجب أن تُدفنَ لا أن تُكَفّنَ برماد يغلي فوق لهيب الطائفيّة والأنا والمصالح الضيّقة.
الفتنة بالأمس، قتلت إخوانكم، أبناءكم، أقاربكم وربما قتلتكم أنفسكم، هي من عبث بأرضنا عرضنا ووطننا شرفنا.
أَفَلَن يحين الوقت لنصبح نحن المجرمين؟
نعم علينا أن نصبح مجرمين وليس حاضني فِتَن، علينا أن نقتل الفتنة وندفنها لا أن نجعلها تنام ونداعبها لتستيقظ عندما تناديها شهوتنا. لقد كنا ضحاياها لفترة طويلة فحان الوقت لتصبح هي ضحيّتنا.
لذلك، وأمام الفتنة التي تعصف بنا علينا أن نكون مجرمين أحرار في سبيل الدفاع عن لبنان، لا أن نكون حاقدين أشرار على حساب مصلحة ال 10452 كم².