رح نضل نقلّكن "باقيين" 
عمّ سكون الموت أرجاء المدينة، توقفت عقارب الساعة عند السادسة وسبع دقائق مساءً، ومنذ تلك اللحظة لم تنطفئ جمرات الألم في قلوب الحزانى، "بعدك بالقلب.. ينعاد عليك.. اشتقتلك يا إمي.. شو إلك فقدي يا خيي"، كلمات لا زالت تتردد على ألسنة أهالي الضحايا ولا تزال صورهم معلقة في بيوتهم وقلوبهم، وبعد 3 سنوات من وقوع جريمة بيروت، لا تزال العدالة ضحية أشباح الظلم والظلام. 
في الذكرى السنوية لجريمة 4 آب، لن نستذكر فقط الفاجعة بدموعنا التي لم تجف يوماً على بيروت الحبيبة، ولن نملأ الساحات بالمطالب والأقوال والهتافات فقط لنقف بعدها في صفوف العزاء مكتوفي الأيدي.
لم نستسلم للواقع يوماً، لم ننسَ أحلامهم بلبنان أفضل، فكيف يمكننا أن نقول لرفاقنا "مش قادرين نعمل شي" وهم الذين كانوا في الصفوف الأولى يضحّون بنفسهم وروحهم وبكل ما فيهم لتلبية النداء، هم أبناء هذه القضية وأبناء لبنان.
هكذا كانت القوات في كل زمان ومكان، سكبت الدماء فوق تراب وطنها الحبيب فداء القضية، لملمت جراحها وآلامها، ورسمتهم دائرة حصينة حول أرزة خضراء لم تعرف الإنكسار والإنهزام يوماً، أرزة خرجت من كل عاصفة كشهب مضيئ، ساطع فوق ساحات الشرف!
وبعد التفجير، تعالت الهتافات داخل الساحات مطالبةً بالعدالة وبحق الضحايا، كما وطالب الشعب النواب بالإستقالة قائلين: "شو بعدكن عم تعملوا بالمجلس"، ليقول تكتل الجمهورية القوية لهم اليوم بالأفعال وليس بالأقوال: "باقيين كرمالن... ما استسلمنا ولن نستسلم".
من داخل المجلس النيابي... "حربة بوجه اشباح الظلم"
واجه تكتل الجمهورية القويّة نهج سلطة القتل والتنكيل، كما وأن التكتل لم ينجر وراء حملات الجمل الفارغة والأقوال الشعبوية المعتمدة من قبل بعض النواب، التي لم تخدم المصلحة العامة يوماً، بل طالب التكتل بتحقيق العدالة من خلال تقدم نوابه بعدّة قوانين وإقتراحات شكلت خطوات مفصلية وجديّة في مسار التحقيقات والمحافظة على حقوق أهالي الضحايا وسكان العاصمة. 
وتقدم النائب جورج عدوان في 26 نيسان عام 2020 بإقتراح قانون يهدف إلى تسريع التحقيقات الخاصة بإنفجار مرفأ بيروت وذلك بعد مرور أشهر على وقوع الفاجعة.
وفي 24 آب 2020 عرض نواب تكتل "الجمهورية القويّة" أيضاً  إقتراح قانون لحماية الأماكن المتضررة جراء إنفجار المرفأ.
كما وتقدم النائبان جورج عقيص وعماد واكيم بإقتراح قانون يرمي إلى منع هدم إهراءات المرفأ، حتى صدور القرار الإتهامي عن المحقق العدلي.
وتقدم حزب القوات اللبنانية عبر تكتل الجمهورية القوية بعريضة رسمية إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بهدف تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تعمل على مساعدة التحقيق اللبناني في جريمة إنفجار المرفأ، ورفع وفد من تكتل الجمهورية القوية ضم النائبة غادة ايوب والنائب جورج عقيص والوزير السابق ورئيس العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية ريشارد قيوميجيان  نسخة من المذكرة إلى السفيرة الفرنسية آن غريو التي تحمل تواقيع نواب التكتل وطلب دعم الدولة الفرنسية لمضمون العريضة.
بارقة أمل... كميل أبو سليمان
تمكن وزير العمل السابق والمحامي الدولي كميل أبو سليمان من تحقيق خطوة أولى في مسار إنتصار العدالة  وذلك بعد أن صدر اول حكم قضائي خارجي بإنفجار 4 آب.
وأقدم بدوره أبو سليمان كمحامٍ دولي بدعوى مدنية بحق الشركة الإنكليزية "سافارو" التي ادخلت حمولة نترات الامونيوم إلى مرفأ بيروت عام 2013 على متن باخرة "روسوس".
وأصدرت محكمة العدل البريطانية حكماً في الدعوى التي رفعت ضد الشركة المسجلة في لندن، وأكدت بالتعويض للمدعين وهم جرحى وأهالي ضحايا الإنفجار، وأكد أبو سليمان أن هذه الواقعة تفتح باباً واسعاً على ملاحقة المسؤولين الآخرين.
 وافتتحت المرحلة الثانية من المحاكمة، وهي مرحلة تحديد قيمة التعويض الذي سيستحق للضحايا
GROUND - 0.. من النار ذهباً خرجنا
في 8 آب 2020، قام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بزيارة الى مدينة بيروت، للإعلان عن مؤسسة ولدت من رحم الأحزان، "لجنة إغاثة بيروت" للمشاركة في إعادة تأهيل المدينة المنكوبة، فكان طلاب مصلحة القوات اللبنانية في الصفوف الأولى لتلبية النداء من كل أنحاء لبنان، بالإضافة إلى شباب إختصاصيين وحرفيين، تطوعوا على حبس أوجاعهم وأحزانهم ليرفعوا الأمل والحياة إلى بيروت مجدداً.
وأنطلقت "لجنة إغاثة بيروت" تحت شعار "إغاثة، ترميم، تضامن" ونشرت جيوشها الحمراء في شوارع بيروت كافةً، حملوا المكانس وقاموا بتأمين الملاجئ والبيوت الآمنة للسكان، وتم تزويد الفرق الطبية بالمساعدات من خلال جمعية الأرز الطبية.
وبعد إنتهاء مرحلة الإغاثة، أطلقت القوات منصة إلكترونية للتبرع المادّي، وبدأت فرق هندسية متخصصة بمعاينة المنازل وتقييم الأضرار لتبدأ بعدها بمرحلة الترميم، ورممت الجمعية أكثر من 610 منازل إضافةً إلى بعض المحال التجارية. كما ورممت أيضاً مبنى الجامعة اللبنانية في الأشرفية بتمويل خاص من الوزير السابق كميل أبو سليمان. 
وفي حديث خاص مع إحدى الطالبات، قالت "ما في أي كلمة بتخلينا نوصف شو حسينا بهيدي الفترة، وكأنوا الواحد عم يلملم شقف قلبو من الرماد".
وتابعت "بقيت انزل انا ورفاقي من المنطقة كل يوم وتوزعنا فرق عكل شارع، وبكل شارع في فريق بكل بيت". 
وأضافت "بفتخر إني بيوم من الايام، عملت شي ولو إنو صغير لمساعدة بيروت، وبتمنى من قلبي شي نهار ارجع اخدم بيروت بس هالمرة بفرحتها بس تتحقق العدالة".
كما  وأطلقت رئيسة "لجنة إغاثة بيروت" الوزيرة السابقة مي شدياق، عريضة تُوقع من أهالي الضحايا والشهداء والمفقودين ومن المصابين، ومن جميع من تهدمت أو تضرَّرت منازلهم ومؤسساتهم، للمطالبة بتحقيق دولي، لترسل الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بواسطة ممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، لإتخاذ الإجراءات من أجل تعيين لجنة تقصي حقائق دولية تكون مهمتها الإنتقال سريعا إلى لبنان والمباشرة بتحقيقاتها حول الإنفجار والوصول الى نتائج يبنى عليها في محاكمة المسؤولين عن تلك الجريمة.
شمعة أمل
وفي كل ذكرى لتفجير مرفأ بيروت، تشارك مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية، في القداس الذي تنظمه منطقة بيروت للصلاة عن أرواح الضحايا والشهداء. ويتوجه الطلاب بحضور أهالي شهداء فوج الإطفاء وضحايا المرفأ إلى ساحة ساسين في الأشرفية للقيام بوقفة تضامنية يتخللها إضاءة الشموع مع عبارة "العدالة لبيروت".
نحن أصحاب تجربة نضالية واسعة، هددنا بالموت اكثر من مرة، حزبٌ إنبعث كطائر الفينيق من تاريخ واسع من المعاناة والظلم، القوات شربت كأس هذا الوطن المرير، ولكن لم تترك يوماً إيمانها بالوطن والإنسان.
القوات سجنت ظلماً واضطهدت فالتزمت الحرية مؤبداً، ولهذا لن تسكت ولن تستكين حتى تحقيق العدالة.. ورح نضل نقلّكن "باقيين"!.