الخميس 24 كانون الثاني 2013، حادثتان مختلفتان طبعتا هذا النهار، الاولى تمثلت بزيارة الشيخ أحمد الاسير مع بعض مناصريه للتزلج و الترفيه في كفرذبيان , و الاخرى تمثلت باعتداء قام به بعض اهالي لاسا على احد سكان حراجل، وادت عملية الدفاع عن النفس والغير الى مقتل المعتدين.
في الحدث الاول، نقاط مهمة: ولكن قبل كل شيء علينا التشديد على مواقفنا المبدئية، فنحن كقوات البنانية لا تجمعنا اي علاقة بالاسير و تحالفنا ثابت و متين مع كافة التيارات المعتدلة على الساحة الوطنية والمتمثلة بتيار المستقبل على الساحة السنية، ونرفض كل انواع التطرف ان كان من ناحية الاسير او من ناحية حزب الله. وايماننا بلبنان ان يكون وطن لجميع ابنائه على اختلاف مذاهبهم، ثابت و غير متزحزح. نجح الاسير من خلال اعلانه عن توقيت الزيارة استدراج بعض السخفاء لردة فعل ليست في محلها، فانجروا بموجة بدأها البرتقاليون لمنع الاسير و مناصريه من الوصول الى ساحات التزلج , فبدوا بمظهر متطرفين هم انفسهم، برفضهم للاخر من دون مبرر او حجة.
فما يعرف عن اللبناني، انه حسن الضيافة وكريم الاخلاق مع كافة زواره، والا لم لا تقطع الطريق على زوارنا من الخليج والجمهورية الاسلامية في ايران الى المنتجعات السياحية كافة؟؟ هل السبب التطرف؟؟
قطعا لا، بل هو موقف يصب باحسن الاحوال في خانة السذاجة وفي اسوء الاحوال، في خانة التعصب والتطرف وشد العصب الطائفي المناطقي عشية الانتخابات المرتقبة. حان الوقت لمحاسبة من يجرنا الى فتن مذهبية ومعارك وهمية وفعلية من الراي العام، فنحن شبعنا غوغائية و ديماغوحية.
تنتقل الى الحادثة الثانية، وهي النقطة المحورية والساخنة فيما حدث ذلك اليوم. في هذا النهار تعرض احد المواطنين اثر مروره على طريق ميروبا لاعتداء موصوف بالسواطير والسكاكين من ابناء لاسا من آل سيف الدين المعروفين بانتمائهم لحزب الله وتغطية الحزب لهم.
لاسا هي ذاتها حيث التعديات على املاك الكنيسة المارونية مازالت مستمرة رغم كل محاولات حلفاء حزب الله البائسة فحتى تدخل الرابطة المارونية والكنيسة لم ينجحا بوقف اغتصاب الارض لتاريخ اليوم لاسا نفسهاالتي يقوم ابناؤها باعتداءات مستمرة على المناطق المجاورة، تصل بهم الوقاحة احيانا وقلة الحياء لدرجة القتل، ولا نرى احد منهم يسلم نفسه للعدالة بل يخضعون لمنطق "دويلة" حزب الله.
بالعودة للاعتداء، صادف مرور الشاب انطوني خليل من بلدة حراجل واثر رؤيته المشهد المروع والتفاتة المعتدين باتجاهه حاملين السلاح الابيض، ما كان به الا ان يدافع عن نفسه وعن غيره فاطلق النار باتجاههما ما ادى لمقتلهما. اثر ما حصل فر انطوني، وهذا حقه في دولة تحكمها شريعة الغاب وتغيب فيها هيبة الدولة والسلطة القضائية، فالاعتدائات متلاحقة، والخروقات فاضحة. فبدأت التهديدات من اهالي لاسا بغطاء واضح من حزب السلاح او ما يعرف بالفلكور الشعبي بحزب الله، فقطعوا الطرقات وهددوا باجتياح مناطق كسروانية باكملها لتسليم الشاب انطوني. دخل على هذا الخط عدة وسطاء، لكن الملفت للنظر هو للتقاعص التام لنواب كسروان و جبيل، لا بل انحيازهم اللاخلاقي في تبني قضية اهالي لاسا، التي قد نصنفها اليوم في خانة الضاحية وبريتال والمخيمات في ايواء المجرمين والهاربين عن العدالة. مفاجىء ومريب هذا الموقف، هل المطلوب اليوم اخضاع السكان بفعل القوة لمنطق دويلة حزب الله؟ فبدأت الضغوطات تنهال من حدب وصوب لتسليم انطوني في ظل وعود زائفة بالحفاظ على سلامته وعدم تعرضه للاذى.
ربما الخوف دفع بعض الاهالي باتجاه هذا الضغط، ربما الموسم السياحي المتزعزع، فاغلاق الطريق باتحاه فاريا يضر بالموسم فيخف المدخول لكن من يعرف تاريخنا جيدا، يدرك تماما ان خيارنا لم يكن يوما الخضوع بل كان المقاومة على مختلف اشكالها و مراحل تطورها، فلم نعتد ان نعش ذميين بل خيارنا كان دائما وابدا حريتنا في لبنان، معتقداتنا في لبنان.
وايماناً بلبنان سلم انطوني نفسه، ايمانا منه ببصيص امل قد تتمتع به الدولة وكلنا نسعى ونعمل لاجل قيامها. على امل ان يلاقيه في نصف الطريق، قاض يتمتع بالنزاهة والشجاعة ما يكفي لاجراء محاكمات عادلة تعطي انطوني حقه، الذي كان ذنبه الوحيد الدفاع عن نفسه، فقام بعمل جدا جريء وشجاع.
ويبقى مشروعنا الدولة، العادلة القوية الحاضنة لجميع ابنائها،حيث يخضع الجميع لقانونها ولمؤسساتها، ولكن حذار المس بفكرة بقائنا، فلم نعتد يوما الانصياع، ولسنا ابناء الخوف، بل نحن اجيال الاف الشهداء، ما من عدو الا دحرناه،ما من سلاح الا وقاومناه. هذا هو طرحنا وهذه هي المعادلة.