رحمك الله يا سمير قصير، يا شهيد الكلمة الحرّة والكتابات الجريئة كاسرة حاجز الخوف والرعب في أوج الإحتلال السوري للبنان..
ما زالت أفكارك الحرّة راسخة في عقولنا وأذاننا، ومن أبرزها كتابك الشهير "عسكر على مين ".
اليوم يا سمير تغيرت الظروف والأحداث وبتنا نعيش للأسف ظروف "دولة على مين "... فعلى الرغم من وجود حكومة اللون الواحد في الحكم تحت شعار " كلنا للوطن كلنا للعمل" غير أن البلد بأكمله بات يعيش ظروف حرجة وصعبة.
المظاهرات تعم البلاد من الشمال إلى الجنوب.. وغياب الامن وحضور الإرهاب من الشمال إلى الجنوب أصبح بارزاً. دولتنا باتت عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها ...
بتنا لا نعرف إذا كان وزير خارجية لبنان عدنان منصور سفير سوريا في لبنان أم الناطق الرسمي لنظام بشار الأسد في جامعة الدول العربية .
بتنا لا نعرف إذا كان مروان شربل وزير للداخلية أو مفاوض لإخراج عناصر الدرك من سجن رومية من قبل المساجين!!
بتنا لا نعرف إذا كان نيكولا الصحناوي وزير الإتصالات أو رئيس فرع التحقيقات، يقرر ساعة هو يشاء أن يسلم داتا الإتصالات للجهات المختصة للتحقيق بمحاولات الإغتيال والإغتيال في لبنان!!
يعيش الشعب اللبناني تحت وطئة التقنين الكهربائي وارتفاع صفيحة البنزين كل أسبوع على الرغم من جمود الأسعار العالمية والفضل يعود لوزير الطاقة جبران باسيل.
أما اليوم وقبل الإنتخابات بالتحديد يطل علينا المخرج جبران بجزء جديد ل "فطمة" ولكن هذه المرة عبر باخرة محملة بالكهرباء لأهداف شخصية إنتخابية رخيصة!!
بات الشعب اللبناني لا يعرف الحق من الباطل وطبعاً بفضل الغائب الحاضر وزير العدل شكيب قرطباوي!!
أما بالنسبة للتلميذ اللبناني فهنيئاً لك بوزير التربية حسان دياب حيث باتت العطلة الصيفية لا تنتهي عنده بسبب الإضرابات اليومية، و"العترة" على الأهل المرغومين على دفع الأقساط المدرسية الباهظة!!
أما بالنسبة للشباب اللبناني فأبرز أعمال وزير الإقتصاد نيكولا نحاس، إرتفاع البطالة وإفلاس الشركات، وإستحالة وجود فرص عمل ورواتب تليق بمستوى الشهادة وارتفاع معدّل الهجرة للأسف!!
كيف لنا أن ننسى صحة اللبناني الفقير، أنا كمواطن أشعر بالإهانة عندما أعلم بوفاة إحد المواطنين ولكن هذه المرة ليس السبب التقصير بتأمين أمن المجتمع بل بسبب دخول أدوية فاسدة بصورة غير شرعية إلى لبنان والمسؤول عن هذه الفضيحة وزير الصحة علي حسن خليل لعدم قدرته على مراقبة أعمال وزارته الشريفة والمؤتمنة على صحة كل لبناني.
أكتفي عند هذا الحد يا سمير لأقول لك بأننا إشتقنا إلى وجودك معنا لرفع الظلم وكسر حاجز السكوت... ونرفع الصوت عالياً ونقول "ليست هذه الدولة التي نريد، ليست هذه هي الحكومة الصفراوية التي تمثلنا" وفي نهاية المطاف إذا كان للباطل يوم فللحق ألف يوم... لن نرضخ ولن نستكين قبل تحويل الحلم إلى حقيقة..