من المعيب جدّا في بلد يتمتّع بستة ألآف سنة حضارة بلد الحرف بلد الثقافة والتعايش المسيحي-الاسلامي أن يكون قرار الحرب بيد "مرتزقة صفراء"، مرتزقة مسلّحة تهيمن على الدولة اللبنانية وشرعية الجيش اللبناني. وتقوم بأفعال أمنية "وعلى عينك يا تاجر" من حواجز وتفتيش ودوريات مسلّحة وأعمال خطف وسرقة وتجارة السلاح والممنوعات.
لم يكتف حزب ايران عام 2006 بالمصائب والأضرار التي ألحقها في لبنان من خسائر بشريّة بالألآف وخسائر مادية بالمليارات، تراجع بسببها الوطن عشرات السنين الى الوراء. فهو وجريا على عادته، ومن دون اذن الدولة اللبنانية قام بحشر أنفه بالمعارك التي تجري في سوريا جالبا الينا الارهاب، هذا الأخير الذي ضربه في عقر داره في الضاحية وجوارها، مخلفاً العديد من الشهداء المدنيين الذي لا ذنب لهم غير أنهم يقطنون في مناطق تابعة لحزب الرايات الصفراء.
وبعد الأضرار التي لحقت به في سوريا من سقوط العديد من القتلى التابعين له بحجة الدفاع عن لبنان وتجنيبه الارهاب، فهم يموتون بسبب دعم النظام الأسدي الذي يقوم يوميّا بقتل شعبه بكافة الوسائل.
صدق من قال:"بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين"، فمنذ أيام قليلة نفذ جيش العدو الاسرائيلي غارة جويّة في بلدة القنطرية السوريّة، موقعاً العديد من القتلى التابعين لحزب الله بينهم ضابط ايراني وجهاد عماد مغنية ابن "الإرهابي" عماد مغنية الذي قتل في سوريا، فأتى الرد بعد أيام قليلة من الغارة والمصدر الأراضي اللبنانية. وهنا السؤال يطرح نفسه: "لماذا لم يأت الرد على الغارة الأسرائلية من الأراضي السورية؟" الجواب واضح لأن حزب ايران يريد جر المعركة الى الأراضي اللبنانية كما جر الارهاب.
الى حلفاء حزب الرايات الصفراء في لبنان والمسيحيين منهم خصوصاً، هل هذا هو لبنان الذي تريدونه؟ هل ما يفعله حليفكم "الإرهابي" يناسب مستقبل أولادكم للبقاء في لبنان وعدم الهجرة؟ هل هذا هو لبنان الذي أوصانا به كميل شمعون، فؤاد شهاب، رياد الصلح، الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل والشهيد رينيه معوض والذي استشهد من أجل كرامته وسيادته الالآف من الشهداء واعتقل المئات؟